الاثنين، 26 سبتمبر 2011

اعصبوها برأس عثمان !


لقد ورد في قصة معركة بدر الكبرى إن بعض المشركين كانوا مترددين في قتال المسلمين ذلك لأن المشركين هم من قبيلة قريش قبيلة النبي محمد صلى الله عليه وسلم والمسلمين المهاجرين كانوا من أخوانهم وأبناء عمومتهم ممن آمنوا بالرسول وهاجروا معه إلى المدينة ، فخرج عتبه بن ربيعة وخطب بالمشركين في مكة فقال (( يا معشر قريش والله ما تصنعون شيئا أن تلقوا محمدا وأصحابه والله لئن أصبتموه لا يزال الرجل ينظر في وجه رجل يكره النظر إليه قد قتل ابن عمه أو ابن خاله أو رجلا من عشيرته، فارجعوا وخلوا بين محمد وسائر العرب فإن أصابه غيركم فذاك إذا أردتم وإن كان غير ذلك ألفاكم ولم تعدموا منه ما تريدون، يا قوم اعصبوها اليوم برأسي - أي اجعلوها عارا متعلقا بي - وقولوا جبن عتبة وأنتم تعلمون أني لست بأجبنكم )) .
كنت في صباح يوم الجمعة الماضية استمع إلى الراديو حيث راح المذيع يتلو على مسامعي نشرة الأخبار وكان الخبر الذي تصدر النشرة زيارة نائب الرئيس الأمريكي (جو بايدن ) إلى العراق وبينما قص المذيع ذلك الخبر كان مراسل الإذاعة قد سجل عدة لقاءات مع مسئولين عراقيين عن هذه الزيارة ، ومن بين المتحدثين كان النائب محمود عثمان عن قائمة التحالف الكردستاني فسأله المراسل ( هل كان لديكم علم مسبق بزيارة نائب الرئيس الأمريكي وما هي أسباب هذه الزيارة ) وكانت إجابة النائب بالنسبة لي صاعقة خاصة واني لم يسبق لي أن اسمع من مسؤل عراقي مثل هذا التصريح فقال عثمان (إن المسؤولين الأمريكان لا يعلنون عن زياراتهم إلى العراق ولا يفصحون عن أسباب هذه الزيارات فهم يأتون ويغادرون متى يشاءون وهم لا يعتبرون العراق دولة حقيقية ) .
إذا كان النائب محمود عثمان هذا قوله في الأمريكان فيا ترى ماذا يقول المواطن الذي قضى في سجونه سنوات أو قتلت عائلته بقصف طائرة أمريكية أو ما شابه مما حدث للعراقيين المساكين جراء الاحتلال الأمريكي وما تبعه من مأساة وما يجري لحد الآن فلا تزال الإدارة الأمريكية تعتبر مصالحها الخاصة أهم من العراق والعراقيين وما يعانون منه سواء كان بسبب السياسيين أو غيرهم ، أنا لا ألوم النائب محمود عثمان على هذا التصريح فبعد كل الذي قدمه وهو ومن معه في القيادات السياسية في العراق للاحتلال إلا إنهم لم يحصلوا على ما يبدو على ما كانوا قد وعدوهم به خاصة وان الوعود الأمريكية للعراقيين سياسيين ومواطنين كثيرة ولعل أفضلها الديمقراطية والشفافية والعدالة في توزيع الموارد وتحسين الأوضاع الاقتصادية ورفع المستوى المعيشي للفقراء واعتقد غير جازم إن نصيب النائب محمود عثمان وكتلته الانتخابية لم تأخذ حصة كبيرة من الكيكة أو يكونوا قد حصلوا على الجزء الذي لم يغلف بالكر يما ، ونعود لنقول إن كلام النائب محمود عثمان في مكانه ولكن متى يدرك العراقيون ذلك ولاسيما الساسة منهم المتلهفون والساعون للإرضاء الإدارة الأمريكية من اجل حفنه من الدولارات ، وهذا يعني إننا لا نمتلك سياسيون وطنيون ومحبون لبلدهم وهمهم الوحيد مصالحهم الشخصية كالحصول على منصب أو مقاولة ضخمة أو فرصة استثمار كبيرة تحول رصيده في بنك أوربي من مليار إلى تريليون ، وليذهب العراق ومن فيه إلى الجحيم ، فلنعصبها برأس النائب محمود عثمان ولنعتبره أشجع السياسيين العراقيين بهذا التصريح وهو يقول الحقيقة التي قد تكون مرة للأغلب المسؤلين في الحكومة العراقية .... ونقول متى يعترفون بالعراق دولة حقيقية ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق