الجمعة، 24 مارس 2017



هل يحلها لنا حمو رابي ؟
عيسى عيال
التعددية  صفة سامية في المجتمعات المتحضِّرة وهي رمز للديمقراطية وحرية التعبير ومن الضروري جدًا تضافر الجهود بين القوى السياسية في المجتمع العراقي لتوحيد صفوفه من أجل حماية البلد مما يحدق به من مخاطر, ومهما اختلفت الأفكار والبرامج السياسية والفكرية والعقائدية لا ينبغي ان تسعى كل فئة او كتلة الى الغاء الاخر وازدياد حده التناحر بينهما الى درجة التقاتل فيضيع الحابل بالنابل ويقع ضحية ذلك المواطنون الفقراء الذين لا ناقة لهم ولا جمل فيما يلهث وراءه السياسيون , ان حالة التشرذم التي يعاني منها الشارع العراقي لا يستفيد منها إلا اعداء العراق المتربصون به شرا والذين يعولون كثيرا على اجندة تقسيم العراقي سواء كان تقسيما عرقيا او طائفيا او جغرافيا , ان تبادل الاتهامات التي بدأت تتراشق بين السياسيين من كتل مختلفة هي في الحقيقة اساءة لكل العراقيين وليس المعني بها فلان من السياسيين او كتلته لأن هذا السياسي يمثل فئة غير قليلة من ابناء الشعب العراقي وإلا كيف وصل الى قاعة البرلمان وأصبح من مصدرا مهما للأخبار والتصريحات التي تتلقفها وسائل الاعلام منه بشغف , ينبغي ان يدرك هؤلاء البرلمانيون انهم في سلوكهم هذا يشوهون صورة المجتمع العراقي صاحب اقدم حضارة على وجه المعمورة وان الخلافات السياسية لا تحل بكيل التهم والفضائح المالية والصفقات السياسية ولكن تحل بالتحاور والنقاش والإقناع والتنازل من اجل المصلحة العليا التي رشحوا انفسهم من اجلها في  الانتخابات البرلمانية الماضية , لقد استنفذ هذا الموضوع طيلة اربع سنوات من اعمار العراقيين حيث شارفت الدورة البرلمانية على الانتهاء ولم تنتهي قصة الخلافات السياسية بين البرلمانيين وقد راح ضحيتها العشرات ان لم نقل المئات من العراقيين بلا سبب والأمر من ذلك ان بعض هؤلاء السياسيين يحاول ان يستغل هذه الدماء لحملته الانتخابية المقبلة وكأنه لم يكن شريكا في اراقتها , ان ما يجري في الشارع العراقي اليوم هو شيء محزن ومؤلم ولا يرتضيه عُرف او دين او خُلق وعلى الساسة ان يعرفوا ان الحل لا يزال بأيديهم رغم فشلهم فإذا ما أعطي كل ذي حق حقه وتخلى البعض عن احقاده وأشيعت بيننا سياسة ( عفى الله عما سلف ) , فأن النفوس ستهدأ ويسكن غضبها وتنتهي سياسة الانتقام  ويعم الحب والسلام بين ابناء الشعب العراقي ونكون اخوة متعايشين متعاونين على السراء والضراء يحكمنا قانون واحد لا يفرق بين فئة وأخرى مثلما فعل حمو رابي ذلك قبل نحو 4000 سنة  عندما وضع اول شريعة قانون على وجه المعمورة وكانت دستورا لكل سكان مملكة بابل ولم تفرق بين الحكام والمحكومين , انها دعوة للرجوع الى الوراء فالسير الى الامام بثقافتنا الحالية ستؤدي الى الكثير من الدمار للعراق وشعبه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق