الجمعة، 24 مارس 2017



الخلاف السعودي القطري الى اين ؟؟
عيسى عيال
وجهت السعودية تهديدا خطيرا لقطر تؤكد فيه ان صبرها بدأ ينفد تجاه سياساتها ، في ما يتعلق بدعم جماعة الإخوان المسلمين والخروج عن الخطوط العريضة لسياسات ومواقف دول مجلس التعاون وهددتها بإغلاق الحدود البرية والأجواء الجوية أمامها ما يعني خنقها , وأكدت المصادر ان مسئولا سعوديا سلم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني رسالة عاجلة من الحكومة السعودية تضمنت تهديدا بمراجعة الرياض لعلاقاتها مع الدوحة ، وان تغييرا كبيرا قد يتسبب في تجميد هذه العلاقة.
هذا التحول الكبير في العلاقات السعودية - القطرية  جاء بسبب دعم الاخيرة لسياسات جماعات الاخوان المسلمين في الوطن العربي بشكل عام ولمصر بشكل خاص , ان الاسباب التي تقف وراء الدعم القطري للإخوان يعود الى العلاقة التي تزيد عن نصف قرن بين قيادات الاخوان المسلمين والعائلة الحاكمة في قطر , اذا تؤكد الحقائق التاريخية  ان هناك سبعة أشخاص يتزعمهم الشيخ يوسف القرضاوي ، نجحوا في التغلغل في شريان الحياة في قطر على المستويات كافة , دينيًا ودعويًا وتعليميًا واجتماعيا ، وصولًا إلى النفوذ السياسي. وما يجمع بينهم أنهم على درجة عالية من التعليم ، حيث حصل  غالبيتهم على درجة الدكتوراه ، سواء في مجالات علمية أو أدبية أو دينية ، كما أنهم تواجدوا في الدوحة منذ أكثر من نصف قرن ، واتخذوها قاعدة للإنطاق منها صوب الدول المجاورة ,   وتشير معطيات ودلائل كثيرة إلى أن علاقة الإخوان بقطر ترجع إلى  الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي , وتأسست تلك العلاقة على أيدي هؤلاء السبعة الذين هيمنوا على دار المعارف القطرية التي تحولت في ما بعد إلى وزارة التربية والتعليم ، ونشروا الفكر الإخواني في المؤسسات القطرية ، وزرعوه في عقول أبنائها ومسئوليها , كما درسَ هؤلاء حكامها وأبناءهم الأمراء وتقربوا منهم , ويطلق على هؤلاء السبعة لقب شيوخ الإخوان ، وهم , يوسف القرضاوي ، وحسن معايرجي ، وعبد البديع صقر ، وعز الدين إبراهيم ، وعبد الحليم أبو شقة ، وأحمد العسال ، ومحمد مصطفى الأعظمي .
ان الذي يعنينا في هذا الخبر ولفت انظارنا الية ان مشكلة الخلافات العربية بدأت تتجه الى دول الخليج العربي وهم المجموعة الاكثر تماسكا في الوطن العربي وترتبط دول الخليج بعدد من المواثيق والاتفاقات لعل ابرزها اتفاقية الدفاع المشترك والتي تمخض عنها إنشاء جيش موحد تحت مسمى ( درع الجزيرة ) , ورغم ان العراق كان من المتضررين من دول الخليج وتحالفاتها لكن تبقى قلوبنا تخفق بالعروبة وتتألم اذا ما اصابها مكروه لا سمح الله , ان الخلافات الخليجية - الخليجية هي الاخطر اليوم لاسيما بعد ان كشفت ايران عن نواياها التوسعية في المنطقة  ومكشرة عن انيابها , ولعل ما حدث في البحرين في الاعوام القليلة الماضية , وما يحدث اليوم في اليمن هو تدخل سافر وواضح من ايران في الشأن الداخلي لهذه البلدان الخليجية , ان الخلافات الخليجية ستؤدي الى اضعاف اتحاد دول التعاون الخليجي وهذه الخلافات اذا ما تعمقت فستعطي الضوء الاخضر لإيران لاستباحة الدول الخليجية وستبدأ بعملية قضم تدريجية  لدول الخليج العربي تبدأ باليمن وتنتهي بالكويت , اما العراق فقد قضم قبل اعوام , ان دول الخليج العربي لا تعتمد على جيوشها في حماية دولها من الخطر الخارجي , وهي تعتمد على الولايات المتحدة الامريكية كحليف لها اذ يتمتع الخليج  بعلاقات سياسية وعسكرية واقتصادية ممتازة مع الدولة العظمى , لكنني اريد انبه دول الخليج الى ان الولايات المتحدة الامريكية لم تعد بحاجة لدول الخليج مادام هناك من يؤدي الدور الذي ترغب به في المنطقة , ان السبب الرئيسي الذي يجعل امريكا تدافع عن دول الخليج هو سهولة انسياب البترول الى شواطئ الولايات المتحدة الامريكية وعندما تتعهد ايران بإيصال النفط الى امريكا بشكل افضل من الاداء العربي فلا يعنيها ما سيؤول اليه امراء البترول  , وعلى الخليجيين ان يعوا جيدا ( ان حروب دفاتر الشيكات ) غير مأمونة العواقب مع اعتزازنا بكل عربي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق