الجمعة، 24 مارس 2017



تجار الازمات والحروب !!
عيسى عيال
  تتعرض الكثير من بلدان العالم يوميا الى العديد من الكوارث الطبيعية والتي يروح ضحيتها اعداد كبيرة من المواطنين فضلا عن الخسائر المادية العملاقة سواء كانت زلازل ارضية او موجات تسو نامي او حرائق كبيرة او انفجار بركاني او عاصفة ثلجية او ما شابه  ذلك مما يقدر الله على الخليقة ان هذه الكوارث هي شيء خارج عن قدرة البشر لكن ما يقوم به الناس في هذه البلدان بعد وقوع الكوارث انهم يسرعون الى تقديم الدعم والإغاثة بكل ما يستطيعون سواء انتشال الضحايا او تقديم الاسعاف الفوري ونصب مخيمات سريعة لإيواء اللاجئين وكل ما من شأنه تقليل الصدمة على الناس ومنحهم الشعور بالأهمية والخوف عليهم مما يرفع  من معنوياتهم هذا يحدث في البلدان غير المسلمة على الاغلب لكن الذي يحدث وللأسف في بلداننا نحن المسلمين مختلف تماما فعندما تتعرض مدينة ما من مدننا الى حصار او عملية عسكرية تطال المدنيين من السكان فأن البعض من ابناء هذا البلد يسعى الى استثمار الازمة وتحقيق ارباح مادية على حساب ارواح ودماء الضحايا ولعل ما حدث في الفلوجة هذه الايام خير دليل حيث شمر تجار الوقود ( الغاز والنفط والبنزين والكاز ) عن سواعدهم ليستغلوا الظرف الذي تمر به هذه المدينة المنكوبة وسارعوا الى شحن سياراتهم بالمنتجات النفطية وبيعها بأسعار تصل الى عشرة اضعاف سعرها الرسمي لتحقيق ارباح خيالية وهذا ادى ايضا الى ارتفاع  اسعار المعروض في المدن المجاورة حيث ارتفع سعر قنينة الغاز في اغلب مدن المحافظة الى 10 آلاف دينار مع شحه في توفرها في هذه المدن , هؤلاء هم تجار الأزمات والحروب ، ومنهم من يتاجر برغيف المواطن ربما كان ذلك اغتناماً للظروف الطارئة بالبعد عن ثقافة القيمة الأخلاقية ، إذ أصبح تجار الأزمات يفرضون على المحتاجين طرق فسادهم المنظم ، ليكونوا سنداً لتجار الحروب العالمية والأدوات الرخيصة في عالم الظلم والفساد , إذا كان تجار الحروب هم أكثر ظواهر الخراب في المجتمعات التي تتعرض للذبح والدمار , وهم الذين يكدسون الثروة من دماء الفقراء والمحتاجين  ويترفون بمقدار ما يجوع الأطفال وما يهدر من دماء الشهداء ,لا يردعهم ضمير ولا وازع ديني أو أخلاقي , وإذا ما سألت عن الوازع الديني , تجدهم أول المتحدثين بالأخلاق والقيم , وأول المدعين بأنهم ضد الفساد وضد الارتزاق , ان هذا السلوك مرفوض دينيا وأخلاقيا رغم ان التجارة شيء مشروع لكن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى ) لن نقول إلا سامحكم الله وأصلحكم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق