الجمعة، 24 مارس 2017



  
شبابنا وتكنولوجيا المعرفة
عيسى عيال
تمكن شاب بريطاني وبعمر خمسة عشر عاما من تطوير برنامج  ( summly ) والذي يختص في جلب الملخصات من البرامج الأخرى والمواقع الاخرى وحسب التصنيفات التي تريدها ويظهرها بشكل جذاب وأنيق ويعمل مع الأجهزة اللوحيه والهواتف الذكية وبشكل مثالي وقد تمكن من بيع هذا البرنامج الى شركة (yahoo ) العملاقة بمبلغ 30 مليون دولار ,, لا اريد ان اعلمكم بهذا الخبر بدافع الفضول ولكن اريد ان اقول لكم (ان العلم يرفع بيوتا لا عماد لها ) في الوقت الذي نرى فيه شبابنا مكبون على حواسيبهم ساعات طوال يوميا ولكن للأسف انما يقضون اوقاتهم بأشياء فارغة (لاتسمن ولا تغني من جوع) فهي مجرد تعليقات على الصور في صفحات (الفيس بوك) . ان شبابنا يلهثون وراء التكنولوجيا لقضاء الوقت وليس المعرفة , والسبب وراء ذلك عدة شركاء في مقدمتهم المعلم والمدرس , فالمؤسسة التعليمية هي الاساس في توجيه وإرشاد الطالب لتطوير قدراته وإمكانياته العلمية , ولكن المصيبة تكمن في كون المعلم نفسه لم يسعى الى تطوير قدراته الذاتية ويكاد يحصر نفسه بين (دار ودور) , صحيح ان منهج التعليم لا يزال نفسه ولكن ينبغي ان نطور الاليات والطرق التي تجعل الطالب يقبل على الدرس بنهم من خلال اتباع الاساليب العلمية الحديثة وعند ذاك سوف يبادر الطالب الى تقليد معلمه في السعي الى التعلم من التكنولوجيا وتقنياتها المتطورة . وتشجيع الطلاب على الاكتشاف والابتكار والبحث والتقصي والحصول على المعرفة من اي مصدر يكون متاحا امامه بدل الانشغال في امور تافهة وكثيرا ما يكون ضررها اكثر من نفعها , كما يتحمل الاباء والأمهات جزءا كبيرا من هذه المشكلة لاسيما وان الابناء غالبا ما يكون تعرضهم لوسائل الاتصال وتقنيات الحاسوب في المنزل وأمام اعينهم فهل منا من سأل ولده يوما ( ماذا تعلمت من الحاسوب وعن ماذا تبحث في شبكة الانترنت) بالتأكيد لم يفعل ذلك ايا منا , فليكن كلامنا اليوم حافزا للمعلمين في التشديد على طلابهم في تطوير قدراتهم العلمية والذهنية وحافزا للآباء والأمهات في مراقبة ابنائهم عن كثب لما يتعرضون اليه من مواقع الكترونية على شبكة الانترنت , طبعا انا لا اريد ان اشحنكم لتوجيه العقوبة لطلابكم وأبنائكم بل اطمح من هذا المقال الى الارتقاء بمستوى التعليم لدى الشباب والحصول على المعرفة المتقدمة من خلال ما تنشره تقنيات العصر الحديثة وفي كل ميادين العلوم والحياة وليعلم الجميع ان الشاب البريطاني (نيك ديلويز) هو ليس بأفضل من شبابنا سوى انه كان مصرا على انشاء شركة خاصة به في مجال البرمجيات وقد انشأ موقعا خاصا به قبل ان يطور البرنامج الذي جعله من الاثرياء بعامين .  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق