الأحد، 10 فبراير 2013

حكومة النوايا السيئة! مع اختلاط الأوراق وتصاعد الصيحات والتصريحات إزاء الأزمة التي تعصف بالبلاد والتي لم تأتي من فراغ ولم تكن وليدة اللحظة بل هي تراكم لازمات متواصلة منذ إن دخل الاحتلال الأمريكي لبلاد الرافدين وعاث فيها فسادا بكل مفاصل الحياة , تعددت المذاهب والمشارب السياسية في العراق وصارت الساحة السياسية حقل تجارب لكل من يحمل فكرة سواء كانت ايجابية أو سلبية إذ لم يجد هؤلاء أفضل من الشارع العراقي مسرحا لتجربة أفكارهم ونظرياتهم طالما إن هناك نفر من هذا الشعب مستعد ليبيع كل شيء من اجل حفنة من الدولارات , إلا إن هناك الكثير من الخيرين الذين لم يرتضوا أن يبيعوا تراب الرافدين وان يشاركوا الطغاة صفقاتهم ويبقي هؤلاء الخيرين ينادون بوحدة العراق أرضا وشعبا ويمقتون كل أنواع الخلافات الاثنية والعرقية والمناطقية وهؤلاء هم أبناء الشعب الفقراء البعيدين عن السياسة والذين يزحفون كل يوم نحو ساحات الاعتصام يطالبون بحقوقهم وأقول حقوقهم التي تؤمن لهم العيش المتواضع في هذا البلد , في ذات الوقت تسعى الحكومة وأزلامها إلى محاولة زرع الفتنة والفرقة وزج أبناء الشعب العراقي إلى الاقتتال مرة (عربا وكردى) وأخرى (سنة وشيعة) وهكذا دواليك ففي كل يوم يشمر احد المسؤلين في الحكومة عن ساعديه ليقدم للناس ورقة خلاف جديد , في الوقت الذي كان كل منهم قد تهيأ وقد اعد حقائب سفرة لمغادرة البلاد بعد أن وضع له كذا مليون دولار في احد البنوك الأوربية والتي كان قد سرقها من أموال الشعب العراقي وسفر العائلة الكريمة على متن طائرة خاصة إلى حيث الأمن والأمان , ثم يخرج على شاشات التلفاز بتصريح مثل تصريح الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية والذي جاء فيه (إن الحرب الطائفية إذا اشتعلت سيكون السنة هم الخاسر الأكبر فيها) تخيلوا هذا التصريح يصدر عن مسؤول في الحكومة العراقية , هذا التصريح يدل على إن الحكومة العراقية كانت تعمل ومنذ سنوات على تعبئة الأجهزة الأمنية بطريقة طائفية وتحاول أن توجه السلاح الحكومي إلى فئة دون أخرى بسبب وبدون سبب وإلا بماذا تفسرون قول العسكري , فالشعب ينادي بالوحدة وعدم الفرقة من شماله إلى جنوبه وخير دليل على ذلك الوفود التي تجوب المحافظات من شيوخ ووجهاء من عشائر العراق وتتواصل مع المتظاهرين والمعتصمين في ساحات العز والكرامة وهم معهم في حق التظاهر للحصول على الحقوق المغتصبة , وهذا على ما يبدو ما لا يروق لحكومة العسكري , إن هذا السلوك والمتمثل بتصريح المسؤول لهو دليل واضح على إن الحكومة تبيت النية لافتعال قتالا من نوع معين في الشارع العراقي وهذا القتال سيمنحهم الفرصة لسرقة المزيد من أموال البلد والهروب بها إلى الخارج ناهيك عن تصفية كل من يخالفهم في الرأي والمذهب السياسي , إلا إنني أحب أن أؤكد للسيد العسكري إن العراقيين كشعب يعون ما تهدفون إليه كحكومة ولن تنطلي على الناس ألعابكم الكارتونية وان الأجهزة الأمنية التي تهددون بها الناس هم أبناء هذا الشعب وهم اعرف منكم بما يدور في الشارع العراقي الموحد وستحبط مخططاتكم ولن تنالوا الجائزة ممن يدفعكم إلى هذا الفعل السيئ وسنجعل الله في نحوركم حتى يحيط المكر السيئ بأهلة إن شاء الله . عيسى المزروعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق