الجمعة، 16 مارس 2012

Happy birth day?
نقلت لنا شاشات التلفاز في ليلة رأس السنة الميلادية الاحتفالات والكرنفالات التي أعدت لهذه المناسبة ومن كل أنحاء العالم من أقصى المعمورة إلى أقصاها ، وبالرغم من إن هذه الاحتفالات تضمنت كل مظاهر الزينة والفرح ، إلا إنني اشعر إن كل ذلك كان مصطنعا ولم يحمل معنا حقيقيا للفرح ، وكانت كل تلك الممارسات مجرد تقليدا للسنوات السابقة ، حيث شهد عام 2011 العديد من الكوارث التي راح ضحيتها الملايين من بني البشر وان التحولات التي تطرأ على المعمورة لتنبأ بما هو أسوء ، ومع إننا شاهدنا الملايين تحتفل كل على طريقته الخاصة ، هل فكر هؤلاء المحتفلين بالملايين الذين لا يستطيعون إن يوفروا لقمة عيشهم البسيطة وملايين آخرين ليس لديهم مؤوى يحميهم من حر الصيف وبرد الشتاء ، وملايين مشردين ومهجرين من بلدانهم وأراضيهم وملايين يعيشون على الفضلات والقمامة في عالم تحكمه الصراعات والايدولوجيات السياسية المتناحرة على عرش السلطة فيما يفتك الفقر بالشعوب ، ترى كم من المليارات صرفت من اجل إقامة هذه الاحتفالات ، قد يعيبني البعض على هذا الكلام ويصفني (بالمتخلف) ، لقد شاهدت بأم عيني المئات من العوائل وهي تقف في طوابير في محال المعجنات للحصول على (الكيكة) ، من اجل إقامة مراسيم (الكريسماس) ، كما يحلو للبعض أن يسميها على أساس إن مرجعية ثقافته غربية ، ولا يعلم إن هذه الثقافة ما هي إلا محاولة لطمس القيم والمبادئ العربية والإسلامية التي تربينا عليها والتي يجب أن نربي أبنائنا على نفس تلك القيم ، وينبغي أن نبتعد عن التقليد الأعمى غير المجدي لممارسات بعيدة كل البعد عن واقعنا وأخلاقنا ، وإذا كنا نبحث عن فرح حقيقي فعلينا أن نصنع البسمة أولا على وجوه الآخرين ممن هم بحاجة إلى الفرح أكثر منا ، فهل فكرنا بثلاثة ملايين أرملة في العراق وملايين من اليتامى ممن فقدوا آبائهم وأمهاتهم بسبب الاحتلال الأمريكي البغيض وما حل بنا من جرائه ، بل في اللحظات التي يحتفل بها هؤلاء ( البطرانين ) ، يصارع الموت العشرات من الناس ممن تفتك بهم الأمراض ، والأوبئة التي لم نسمع بها من قبل ، ينبغي لنا ونحن نرى واقعنا أن نعزي بعضنا البعض ، بوفاة أحلامنا وأمنياتنا التي منينا بها أنفسنا في بداية العام الماضي ، حيث كان يحدونا الأمل أن ينصلح حال هذا البلد بعد أن جلس على مقاليد الحكم أناس منتخبون ، إلا إن الذي حدث خالف كل التوقعات ، وبدل من أن تسعى الحكومة لتحسين الأوضاع الاقتصادية والخدمية والأمنية في البلد في عام 2011 ، عاد السياسيون للتناحر فيما بينهم والاختلاف على قسمة ما تبقى من عراق الحضارات ، ومع قرب الاحتفالات برأس السنة الجديدة حمل كل من هؤلاء السياسيون حقيبة الدولارات وذهب ليقضي ليلة رأس السنة في إحدى الدول الغربية ، وراح يزف من هناك عبر شاشات القنوات الفضائية بالتهاني والتبريكات للشعب العراقي المسكين الذي قضى ليلة الميلاد (بالظلمة) لانقطاع التيار الكهربائي ، (وطبعا هذا الإطفاء مقصود لكي نشعر بشموع الميلاد ) ، ومن حاول أن يبارك للمواطنين من داخل العراق بعث ببطاقات التهاني بالطائرات المروحية ، لترميها فوق رؤوس الناس ، وبدلا من أن تزرع الفرحة في نفوسهم ، زرعت الخوف في قلوبهم إذ كان ظنهم إن الطائرات تلقي عليهم أشياء أخرى (لا سامح الله ) وهكذا مر عام 2011 ونحن لم نتقدم خطوة بل تراجعنا إلى الوراء خطوات بسبب السياسيين ممن وليناهم أمورنا (ويا ليت الزمان يعود ) ... كل عام وانتم بخير (وخل أمنيات العام الماضي تتحقق حتى نتمنى أمنيات جديدة ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق