الجمعة، 16 مارس 2012

لا تتعجلوا في القرار !!
كثر الحديث وكثرت التفسيرات من قبل المسؤلين والمحللين الأمنيين والسياسيين حول الكارثة التي وقعت الأسبوع الماضي في مبنى مجلس محافظة صلاح الدين ، ولا أريد إن أدلو بنفس الدلو الذي غرف به غيري من المنظرين ولكني أود أن أقول رأي بصراحة وقد يكون غير معقولا لدى البعض إلا إنني أردت أن اعبر عن وجهة نظري من هذا المنبر الحر ، لقد وجدت إن الأمر برمته لا يرتبط بمجرد عملية عنف أو إرهاب تستهدف مسؤلين في الحكومة المحلية في محافظة صلاح الدين ولكن ما حدث ينم عن تخطيط مخبراتي متقن ولا تجيده إلا المؤسسات المخابراتية المتمرسة على مثل هذه الأعمال واعتقد إن خلف هذه الجريمة النكراء دولة أو أكثر وقد تطلب الأمر الوقت الكثير والتدريب المتقن ولوقت ليس بالقصير ، وارى إن الهدف سياسي اكبر من كونه عمل إرهابي ، ومن دبر لهذه العملية يسعى إلى إيصال الأمور في محافظة صلاح الدين إلى الحد الذي يمكن إن تتخذ فية الحكومة المحلية إجراءات وقرارات مهمة تخدم مصلحته السياسية والإقليمية أكثر مما تخدم مصلحة محافظة صلاح الدين ، وطبعا هذه المحافظة جزء صغير من مخطط اكبر مما نتخيل ، بل يتعدى حتى حدود العراق ، حيث لاحظنا إن المسؤلين في حكومة صلاح الدين اتفقوا على إن السبب في هذا الخرق الأمني هو عدم تعاون الحكومة المركزية مع حكومة المحافظة ، من خلال التجهيزات والتسليح الخاص بالأجهزة الأمنية وأعداد عناصر الأمن لاسيما بعد فصل العديد من الضباط الأكفاء وذوي الخبرة بقرار من هيئة المسائلة والعدالة سيئة الصيت ، وآخرها وأهمها هو ارتباط قسم من الأجهزة الأمنية في صلاح الدين بمراجع في بغداد ولا ترتبط بحكومة المحافظة ، مما يجعل هذه القوات خارجة عن سيطرة المحافظة وعند الحاجة لها يجب استحصال موافقات مراجعها في بغداد وبالتالي إعطاء اكبر قدر من الخسائر لحين الحصول على الموافقات ، هذا دعا السيد احمد عبد الجبار الكريم محافظ صلاح الدين وكالة إلى إطلاق عبارة تهديد للحكومة المركزية ، حيث قال " إن الحكومة المركزية إذا لم تستجب لمطالب محافظة صلاح الدين بشأن الملف الأمني سيكون لنا كلام آخر " وهذا منطق نعتبره منطق تهديد نحن الإعلاميين وكنت أتمنى من الأخ احمد الكريم أن لا يتعجل الأمور وان يتصرف بتسرع ففي مثل هذه الحالات يصطاد (المتصيدون في الماء العكر) وإيصالكم كحكومة محلية إلى هذا التهديد هو الهدف من هذا العمل الجبان برمته ، وكأني أدركت في لحظتها ما يريد أن يقوله الكريم وهو إن حكومة صلاح الدين ستطالب بتشكيل إقليم منفصل ، ولا أريد أن اجزم إن هذا هو ( مربط الفرس ) كما تقول العرب ، ورغم إن الأحداث جرت بطريقة عكسية وأصبحت قضية مجلس المحافظة قضية وطنية وسببا في تكاتف وتلاحم كل العراقيين بشكل ملفت للنظر فقد استقبلت محافظة صلاح شخصيات سياسية من كل الأحزاب والكتل وتحولت محافظة صلاح الدين إلى منبر لم شمل كل العراقيين بكل الطوائف السياسية والدينية و العشائرية ولو كان موقفهم السياسي مثل هذا الموقف لما حدث الذي حدث للعراق ، إلا إنني لازلت متشائما واوكد للأخ احمد الكريم انه ستضطر حكومة المحافظة إلى إعلان تشكيل الإقليم لعدم استجابة الحكومة المركزية لمطالبهم المشروعة والأفضل أن يكون هذا الأجراء جماهيريا وليس على لسان الحكومة ( فهذا القرار سيسجل نقطة سوداء في تاريخ محافظة صلاح الدين بدعوى إن شرارة تقسيم العراق انطلقت من صلاح الدين ) ، وبالرغم من إن هذا الطرح لا ينسجم مع الشارع العراقي إلا إنني ااوكد لكل العراقيين إن مشروع تقسيم العراق إلى أقاليم موضع تنفيذ وليس مناقشة ومن يعارض سيلقى مالقي مجلس محافظة صلاح الدين ، وسأزيدكم من الشعر بيتا إن قضية التقسيم لا تتوقف عند العراق فحسب بل ستعمم على كل بلدان الوطن العربي وعدد من دول الشرق الأسيوي ، وسنتذاكر يوما حول هذا الكلام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق