الجمعة، 16 مارس 2012

دعاء التعيين !!
لي صديق يبحث عن وظيفة محترمة في المؤسسات الحكومية ولأنه يحمل تحصيل علمي وعملي جيد فأنه يرغب بوظيفة ( قد المقام ) ، وقد استطاع أن يحصل على وظيفة تناسبه لأنه من أصحاب الحظوظ رغم انه كثيرا ما يندب حظه أمامي ، وصديقي هذا بعد أن حصل على الوظيفة فتحت له أبواب السماء حيث تهيأت له أكثر من وظيفة في دوائر مختلفة ، وهذا طبعا أمر محير في ظل الظروف الحالية إذ يقف المئات وربما آلاف من طوابير المتقدمون إلى الوظائف يوميا أما أبواب الدوائر الحكومية ليتنافسوا على درجات معدودة ، وهذه الدرجات يكاد يكون أمرها محسوما للمقربين عملا بالقول المأثور ( الأقربون أولا بالمعروف ) ، ولكنني سالت هذا الصديق عن سبب الفرج الذي حل عليه ( بالجملة ) فقال لي انه كان يدعوا بهذا الدعاء ... اللهم قربني من المحافظ وأبعدني عن الجاحظ اللهم أبعدني النزاهة وقربني من الوجاهة اللهم لا تجعلني مختار واجعلني شيخ عموم اللهم أسألك القربى في المدير العام واجعلي معه شركة في تربية الحمام اللهم اجعلني مسئولا عن العطاءات والمقاولات ولا تجعلني من أرباب الصادر والوارد اللهم اجعلني مسؤلا عن الحسابات والنثريات ولا تجعلني موظفا في الذاتيات اللهم اجعلني من الفنيين ولا تجعلني من الإداريين اللهم يسر لي مقاما من المدير قريب واجعلني من الحاشية وممن يحبون الماشية اللهم وفقني في بناء منزل ( دبل فاليوم ) في عامي هذا يارب ويسر لي شراء سيارة (برادو) أو يسر لي سيارة حكومية وان كانت ( سنتا في ) ، اللهم واجعلني على خزائن الدائرة أو مخازنها أو مشترياتها أو ما شابه ذلك من أمور فيها بيع وشراء وجنبنا الطمع والجشع والغلاء اللهم ويسر لي مديرا منصفا ( يأكل ويوكلنا معه ) ولا تجعله (ممن يضربون الصاية والصرماية ) وتذهب حساباتنا هواء في شبك اللهم نسألك زيادة نسبة (البترو دولار ) وكثرة الأعمار والاستثمار وابعد عنا التراب والغبار اللهم نسألك الفوز في العقود وعدم التدقيق في القيود اللهم ولا تجعل لي مديرا عنود وجارا حسود ، اللهم أسالك زيادة المصارف وقلة المعارف ، اللهم وأكثر من المراجعين ( الزنا كين ) وأبعدنا عن الفقراء من المواطنين اللهم اجعل التجار يقفون أمامي طابورا ويسر لي الامورا وزدني في المناصب دهورا اللهم أتوجه إليك طهورا فأقبل دعائي هذا ولا ترده إلا ميسورا .. وأكمل صديقي حديثة بعد الدعاء ليخبرني انه ومنذ ثلاثة عقود ونيف من عمره لم يوقف له أمر وكل حياته ميسرة ولم يقف أمام شباك ليراجع دائرة ولم يدفع رشوة من اجل انجاز معاملة ، وقت ذاك قلت في نفسي من للمواطن الفقير البائس الذي يقطع مئات الكيلو مترات للانجاز معاملة وعندما يصل الدائرة المعنية لا يجد الموظف المسؤل عن انجاز معاملته وعبثا يحاول مع موظفي الدائرة إن يضع احدهم توقيعا بدل هذا الموظف لتنجز معاملة هذا المواطن المسكين ويعاود أدراجه عائدا إلى داره بخفي حنين على أمل أن يعود مرة ثانية أو لعله يجد معقبا ينجزها له مقابل مبلغ لا بأس به من المال وهؤلاء المعقبون لديهم هواتف جميع الموظفين في الدوائر وعادة يتصل بالموظف قبل أن يأتي إلى الدائرة لينجز عشرات المعاملات في دقائق ( وكل شي بحسابه ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق