الجمعة، 16 مارس 2012

كل عام وأنتم الحب !

في الرابع عشر من شباط من كل عام تحتفل معظم بلدان الغرب بعيد الحب كما نسميه نحن وهم يسمونة عيد (فالنتاين ) نسبة إلى القديس الايطالي ( سانت فالنتاين ) المعروف بقصة عشقه الشهيرة ، هذه المناسبة أصبحت عيدا تحتفل به كل مجتمعات العالم ولم يعد تقتصر على بلدان الغرب حيث ، يقوم الأزواج بشراء الهدايا لبعضهم البعض وعادة تكون هذه الهدايا ذات اللون الأحمر والذي يرمز للحب ، طبعا مجتمعاتنا العربية لم تكن لتعرف عيد الحب ولا القديس فالنتاين ، و لم ينقل لنا التاريخ شيئا عن هذه المناسبة ، والفضل يعود للإعلام ووسائله لنتعرف من خلالها على عادات وتقاليد الشعوب البعيدة والتي لا يتسنى لنا الاحتكاك بها ، وما أن عرفنا بهذا العيد حتى صرنا نحتفل به أسوة بتلك الشعوب (مجبرين) ، وصار عيد الحب عيدا شبه رسميا ويتهيأ له العشاق قبل وصوله ويقومون بأعداد العدة له حيث يقوم الأزواج بتوفير مبلغ جيد من المال ليشتري هدية ثمينة لزوجته ( لأن الزوجة لا ترضى بأقل من خاتم ذهب في عيد الحب ) ولكم أن تتخيلوا كم سيكلف الخاتم ناهيك عن وجبة عشاء فاخرة في مطعم ممتاز أو بعضهن وجدن حلا بديلا حيث يجلب الزوج وجبة العشاء من المطعم ( سفري ) والزوج المسكين موظف لا يتعدى راتبه (500) ألف دينار وساكن في بيت إيجار وأكيد لديه أطفال في المدارس (يعني لازم يسوي سلفه بمليون دينار حتى يحتفل بعيد الحب ) ، أما الزوجات فأنني اعرف إحداهن ذهبت إلى صديقتها لتقترض منها مبلغ (25) ألف دينار لكي تشتري لزوجها هدية بالمناسبة ، على أن تسدد المبلغ من راتب الزوج للشهر القادم ( يا مسكين ) ، بالرغم من إن علماء الدين حرموا الاحتفال بهذا العيد على اعتبار انه عيد للنصارى ولا يجوز لنا كمسلمين أن نقلدهم ، إلا إنني ممن يحتفلون بعيد الحب ، فنحن بحاجة إلى الحب واقصد الحب الحقيقي المبني على الاحترام والتعاطف والالتزام ، فالحب يصنع المعجزات ومجتمعنا بحاجة ماسه إلى معجزة تخرجه من الظلمة إلى النور ، دعونا نرفع الغل من قلوبنا ونستبدله بالحب ، ولا اعني حب العشيق فقط بل حب بعضنا البعض ، حب الأخ ، حب الجار ، حب الصديق ، حب الخير ، حب كل الناس بكل ألوانهم وأصنافهم ، لكي تعم السعادة والفرح مجتمعنا الذي عانى الكثير من الويلات والأحزان ، ولا نجعل عيد الحب فرصة للتقليد في المظاهر فقط ، وان نبتعد عن المغالاة في التشبه بالمجتمعات التي تختلف اختلافا جذريا عن واقع مجتمعنا الإسلامي ، أما الأزواج فليحتفلوا بعيد الحب بينهم سرا ولا داعي للتباهي والبهرجة والمزايدات ، بحيث يصعب الأمر على البعض ممن يحب زوجته ولا يستطيع أن يقدم لها هدية ثمينة في عيد الحب ولا داعي للمقارنة ( بأبو فلان وأبو علان شلون مشترين هدايا لنسوانهم ) ، نعم كلنا يحب وكل له طريقته الخاصة في التعبير عن حبه وهديتي لكم بعيد الحب ( كل عام وأنتم الحب ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق