الاثنين، 26 سبتمبر 2011

الدس والإعلام المستقل !!


في كل يوم نتعرض إلى كم هائل من وسائل الإعلام سواء كانت مقروءة أو مسموعة أو مرئية واغلب هذا الكم من المؤسسات نجدها تدعي إنها مؤسسة ( مستقلة ) ، والاستقلالية التي تدعيها هذه المؤسسات يعني إنها غير تابعة إداريا أو ماليا إلى إي جهة سواء أكانت حكومية أو شبه حكومية أو إنها غير خاضعة لأي تنظيم فكري سواء كان حزبيا أو ما شابه ذلك ، وبالرغم من شكي بوجود مؤسسات إعلامية مستقلة فعلا إلا إن الأعم الأغلب في هذه المؤسسات هو عدم الاستقلالية رغم ادعائها ذلك والغرض من هذا الادعاء هو الحصول على اكبر قدر ممكن من القراء أو المستمعين أو المشاهدين وبالتالي الحصول على كم من الإعلانات ، فضلا عن عمليات التظليل للرأي العام لتقوم بعد ذلك بتنفيذ خططها غير المعلنة والتي تعمل من خلالها على تغيير اتجاهات الجمهور إزاء أهدافها الخفية والتي تضعها جهة محددة سواء كانت حكومية أو غير حكومية ، والمهم إنها تمرر أفكارا معينة إلى جمهور معين ، وكثيرا ما يقع الأفراد أو الجماعات في مجتمع ما في مصيدة اسمها (الاستقلالية) في وسائل الإعلام ، وعلينا نحن كمتعرظون للإعلام أن نتفحص بدقة ما تعرضه هذه المؤسسات وتحليل رسائلها ويكمن هذا التحليل في تحديد من هو الجمهور المستهدف بالرسالة الإعلامية ، بعدها نعود للتمحيص في خصائص هذا الجمهور وإذا ما استطعنا أن نضع خصائص دقيقة للجمهور ، نكون قد وضعنا أيدينا على الجرح وعرفنا من يقف وراء هذا البرنامج أو ذاك ، كذلك طبيعة البرامج أو الموضوعات المطروحة سواء كانت أفكار أو سلوكيات أو ترويج لسلعة أو ايدولوجية محددة تتبناها المؤسسة تساهم في تحديد هوية منتج الرسالة ، أيضا عملية تكرار البرامج ولو بطرق مختلفة ففي بعض الأحيان تقوم المؤسسات الإعلامية بالترويج لفكرة معينة بأساليب مختلفة ، فقد تعرضها مرة بحلقة نقاشية وتعرضها مرة أخرى بمشهد تمثيلي وهكذا ، إن هذه العملية كانت تسمى سابقا (الدس) عندما كانت وسائل الإعلام محدودة في الكتب والجرائد والمجلات في مراحل ظهور الطباعة أما الآن فتستخدم كل ما توفره التقنيات الحديثة من إمكانيات في عمليات (الدس) ، والاهم من هذا انه يكلف مبالغ طائلة توازي أحيانا ميزانيات دول قائمة ، وهذه الأموال لا تدفع بالتأكيد من باب ( الحاتميات ) بل من اجل أهداف معينة تسعى إلى تحقيقها من خلال التأثير على جمهور المتلقين لوسائل الإعلام ، ولكم أن تتخيلوا قرائي الأعزاء طريقة الاستهداف التي نتعرض لها نحن كقراء أو مستمعون أو مشاهدون لوسائل إعلام بآلاف على الأقل ، ومعنى ذلك إن المتلقي يتعرض إلى عملية غسل للدماغ مع كل ضغطة على زر (الريمونت كنترول ) لتغيير قناة التلفاز مثلا ، إن الاستقلالية في وسائل الإعلام ضرب من الخيال ولا يمكن أن تتحقق في عصرنا الحالي ذلك لأن استمرار عمل وسائل الإعلام يحتاج إلى مبالغ طائلة في ظل تقنيات العصر وهذه الأموال لا يمكن أن تحققها إيرادات الإعلانات وحدها ، لذا يجب أن يكون هناك من يدفع للمؤسسة الإعلامية مقابل تمرير ما يريد تمريره من رسائل وأفكار يسعى من خلالها إلى إحداث تغيير في وجهات نظر الرأي العام ( الجمهور ) تخدم إلى حد ما مصالحه الخاصة ، ولا أريد أن اجزم ولكني شبه متأكد بعدم وجود وسيلة إعلام مستقلة تماما تستطيع أن تستمر وتتواصل مع الناس على الوجه الأكمل بدون ممول ، لذا ينبغي أن أحذركم كونكم تتعرضون إلى وسائل إعلام مختلفة من (الدس) في الرسائل التي تبثها وسائل الإعلام واعلموا إنكم تباعون وتشتّرون بمليارات الدولارات وانتم في منازلكم عن طريق الإعلام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق