الجمعة، 1 أبريل 2011

ويكيليكس..زوبعة في فنجان!‏
لا يخفى على احد إن السياسة الأمريكية سياسة ديناميكية تتبع التغيرات التي تطرأ على الساحة الدولية أولا ‏بأول ، وخلال عقدين من الزمن وبسبب سياسة العنف التي اتبعتها الولايات المتحدة الأمريكية في حملتها ‏التي تسميها ( الحرب على الإرهاب ) رغم أني اشكك في هذا المصطلح ، إن صورة الولايات المتحدة ‏الأمريكية بسبب هذه السياسة قد أصبحت مشوهه وضبابية إلى حد كبير خاصة بعد إخفاقاتها في أفغانستان ‏والعراق والأخطاء التي ارتكبت في هذين البلدين لاسيما فيما يتعلق بموضوع حقوق الإنسان وقتل الآلاف ‏من المدنيين جراء العمليات العسكرية التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية ولعل آخرها عمليات ‏القصف في باكستان والتي على أساس إنها تستهدف مسلحي طالبان فضلا عن أخطاء أخرى كثيرة ‏أحرجت حكومة الولايات المتحدة لأكثر من مرة كقضية سجن أبو غريب والسجون والمعتقلات السرية ‏وعمليات التعذيب في معتقل غوانتنامو وقد عصفت الأزمة الاقتصادية وآثارها على ما تبقى من الصورة ‏الأمريكية في العالم .‏
وبناء على ما تقدم عكف خبراء السياسة الأمريكية على إيجاد حل ومخرج من هذا الوضع الذي يراح ‏يتأزم بشكل مستمر فقد لجأت السياسة الأمريكية أخيرا إلى إطلاق ورقة وثائق ويكيليكس لتحرج بها جميع ‏دول العالم ماعدا الولايات المتحدة الأمريكية ، ومن نتائجها إحراج المسؤلين العراقيين بعلاقاتهم الإقليمية ‏أمام عامة أبناء الشعب بما يؤدي إلى ضعف ثقة الناس بالحكومة العراقية وتعزيز الثقة بالأمريكان ( ‏كمخلصين ) للعراقيين من الإخطار الإقليمية وجعل الحكومة العراقية تحت ضغط وسيطرة السفير ‏الأمريكي في العراق .‏
‏ كذلك استطاعت ومن خلال هذه الزوبعة إن تنفذ العديد من برامجها السياسية ولعل أبرزها إشعال فتيل ‏الأزمة بين العرب وإيران لتتخلص من البرنامج النووي الإيراني بطريقة غير مباشرة من خلال نزاع ‏عربي فارسي بما يخدم المصالح الأمريكية كسوق كبيرة للأسلحة الأمريكية والذي يمهد للانفراد بسوق ‏النفط الخليجي ، وتحقيق مصلحة أخرى ألا وهي الضغط على الحكومات الدكتاتورية في العالم من خلال ‏فضح تصريحات رؤساء هذه البلدان ونشر سريات تصرفات عوائل هؤلاء الحكام كما حدث مع عائلة ‏الرئيس التونسي ، المراقب لوثائق ويكيليكس يرى إنها تدور في مناطق معينة وتدور حول المصالح ‏الأمريكية كما نلاحظ إن هذه الوثائق لم تتعرض إلى سلبيات للحكومة الأمريكية ماعدا تلك التي تخدم إلى ‏حد ما السياسة الأمريكية الخارجية وهي غير محرجة منها لأنها أي الولايات المتحدة مستعدة لحرق أوراق ‏كثيرة مقابل مصلحة سياسية عليا ، وعلى العموم إن زوبعة ويكيليكس واحدة من إستراتيجيات السياسة ‏الأمريكية فالولايات المتحدة الأمريكية لا تغير سياستها ولكنها تغير في الاستراتيجيات فقط وتبقى أزمة ‏ويكيليكس ليست سوى زوبعة في فنجان . ‏
‎ ‎‏ عيسى عيال ‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق