الجمعة، 1 أبريل 2011

رحل المتظاهرون ونزل البلطجية
يبدو إن مصطلح (البلطجة) سيصبح من أكثر المصطلحات التي راحت تواكب حمى التظاهر التي تعم ‏بلدان الوطن العربي وربما بشكل أوسع منطقة الشرق الأوسط وكلما انطلقت مظاهرة في مكان ما أعقبتها ‏عمليات (بلطجة) كما أشيع تسميته لأعمال التخريب والسلب والنهب وقد شاهدنا عبر شاشات التلفاز ‏وخاصة في القاهرة اتهام جهات حكومية بأعمال البلطجة ونحن لا ندري ما صحة هذه الاتهامات ولكننا ‏صدقنا ما سمعنا من القنوات الإخبارية , ألا انه اتضح لي من خلال أحداث في محافظة واسط الأسبوع ‏الماضي إن أعمال البلطجة تقوم على أيدي أشخاص إن لم يكونوا حكوميون فهم يحضون بدعم وإسناد من ‏أشخاص متنفذين في الحكومة أو يعملون تحت كنفهم , لقد نقل لي احد الأصدقاء من محافظة واسط إن ‏المظاهرة التي قام بها أبناء محافظة واسط مظاهرة سلمية للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية والخدمية ‏للأهالي المحافظة وهذا حق من حقوق الشعب وقد كفله الدستور , وان المظاهرة انطلقت بشكل هادئ ‏وسلمي جدا وفجأة وعند وصول المتظاهرين إلى مبنى المحافظة ظهر أشخاص لم يكونوا موجودين أصلا ‏في المظاهرة وراحوا يقودون المتظاهرين إلى داخل بناية المحافظة وتجاوزا الجدار الخارجي للمبنى ‏ودخلوا البناية وفجأة شاهدنا أعمدة الدخان تتصاعد من البناية وكان السيناريو قد وضع مسبقا , وبدأت ‏قوات الشرطة حماية المحافظة بإطلاق النار على المتظاهرين الحقيقيين العزل والمسالمين في حين لم ‏نشاهد عودة هؤلاء البلطجية , وقد سمع الجميع إن عملية الحرق تمت في غرفة العقود في بناية المحافظة ‏حصرا , وهذا الأمر لم يتم بشكل اعتباطي على الإطلاق بل تم الإعداد له مسبقا من قبل مستفيدين من هذه ‏البلطجة , ولا نريد إن نجزم إن المحافظ شريك في هذه العملية لكننا نقول انه الادرى بملفات العقود وكم ‏من المليارات قد سرقت بسبب إحالتها إلى شركات وجهات مرتبطة به , وكانت أفضل فرصة للتخلص من ‏ملفات الادانه هي عملية حرقها وإلصاق التهمة إلى المتظاهرين الفقراء الذين ضاقت بهم الحياة بسبب ‏الفقر والمأساة وقلة الخدمات فلجئوا إلى التظاهر , وللأسف حتى عندما يتظاهر الناس للاحتجاج على ‏المسؤل يجير هذا التظاهر بالأخير لصالح المسؤل , فبعد أن تفرق المتظاهرين بإطلاق النار وسقط منهم ‏عدد من الضحايا ذهب البلطجية للإتمام مهمتهم واستلام ثمن البلطجة من خزنة المسؤل وكان شيئا لم ‏يحدث على الإطلاق وبعدها يخرج المسؤل طبعا على شاشات القنوات الفضائية ليتهم المساكين المطالبين ‏بأبسط حقوقهم بأنهم خارجون عن القانون , في ختام حديثنا نقول مادامت المظاهرات مستمرة .. احذروا ‏البلطجية فهم المتصيدون في الماء العكر. ‏
عيسى عيال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق