رحل المتظاهرون ونزل البلطجية
يبدو إن مصطلح (البلطجة) سيصبح من أكثر المصطلحات التي راحت تواكب حمى التظاهر التي تعم بلدان الوطن العربي وربما بشكل أوسع منطقة الشرق الأوسط وكلما انطلقت مظاهرة في مكان ما أعقبتها عمليات (بلطجة) كما أشيع تسميته لأعمال التخريب والسلب والنهب وقد شاهدنا عبر شاشات التلفاز وخاصة في القاهرة اتهام جهات حكومية بأعمال البلطجة ونحن لا ندري ما صحة هذه الاتهامات ولكننا صدقنا ما سمعنا من القنوات الإخبارية , ألا انه اتضح لي من خلال أحداث في محافظة واسط الأسبوع الماضي إن أعمال البلطجة تقوم على أيدي أشخاص إن لم يكونوا حكوميون فهم يحضون بدعم وإسناد من أشخاص متنفذين في الحكومة أو يعملون تحت كنفهم , لقد نقل لي احد الأصدقاء من محافظة واسط إن المظاهرة التي قام بها أبناء محافظة واسط مظاهرة سلمية للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية والخدمية للأهالي المحافظة وهذا حق من حقوق الشعب وقد كفله الدستور , وان المظاهرة انطلقت بشكل هادئ وسلمي جدا وفجأة وعند وصول المتظاهرين إلى مبنى المحافظة ظهر أشخاص لم يكونوا موجودين أصلا في المظاهرة وراحوا يقودون المتظاهرين إلى داخل بناية المحافظة وتجاوزا الجدار الخارجي للمبنى ودخلوا البناية وفجأة شاهدنا أعمدة الدخان تتصاعد من البناية وكان السيناريو قد وضع مسبقا , وبدأت قوات الشرطة حماية المحافظة بإطلاق النار على المتظاهرين الحقيقيين العزل والمسالمين في حين لم نشاهد عودة هؤلاء البلطجية , وقد سمع الجميع إن عملية الحرق تمت في غرفة العقود في بناية المحافظة حصرا , وهذا الأمر لم يتم بشكل اعتباطي على الإطلاق بل تم الإعداد له مسبقا من قبل مستفيدين من هذه البلطجة , ولا نريد إن نجزم إن المحافظ شريك في هذه العملية لكننا نقول انه الادرى بملفات العقود وكم من المليارات قد سرقت بسبب إحالتها إلى شركات وجهات مرتبطة به , وكانت أفضل فرصة للتخلص من ملفات الادانه هي عملية حرقها وإلصاق التهمة إلى المتظاهرين الفقراء الذين ضاقت بهم الحياة بسبب الفقر والمأساة وقلة الخدمات فلجئوا إلى التظاهر , وللأسف حتى عندما يتظاهر الناس للاحتجاج على المسؤل يجير هذا التظاهر بالأخير لصالح المسؤل , فبعد أن تفرق المتظاهرين بإطلاق النار وسقط منهم عدد من الضحايا ذهب البلطجية للإتمام مهمتهم واستلام ثمن البلطجة من خزنة المسؤل وكان شيئا لم يحدث على الإطلاق وبعدها يخرج المسؤل طبعا على شاشات القنوات الفضائية ليتهم المساكين المطالبين بأبسط حقوقهم بأنهم خارجون عن القانون , في ختام حديثنا نقول مادامت المظاهرات مستمرة .. احذروا البلطجية فهم المتصيدون في الماء العكر.
عيسى عيال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق