عرب الفرهود
كنت كغيري من الملايين أتابع بشغف ما يجري في الشارع المصري عبر شاشات التلفاز وتوقفت كثيرا عند بعض القطات التي كنا كعراقيين قد لمسناها بالواقع ، لاسيما عمليات السلب والنهب التي مارسها البعض من أصحاب النفوس الضعيفة ، وكان اغلب أبناء العراق يرفضون تلك الممارسات التي تعبر عن جنوح فاعليها إلى الجريمة وأي جريمة إنها جريمة بحق الوطن والتخلي عن الروح والوطنية ، كانت تلك الفعلة مدعومة بأيدي خارجية المقصود منها ألإساءة والحط من القيم الحضارية والتاريخية للشعب العراقي ، وفعلا نعت العراقيين بنعوت شتى بسبب (الحوا سم) ، إن المشهد اليوم يتكرر وللأسف في بلدان عربية أيضا كما حدث في تونس الخضراء ومصر الكنانة ، لكنني أريد أن أقول إن العراقيين كان وضعهم مختلف تماما فالعراق احتل من قبل دولة أجنبية واستبيحت أرضه وشعبه وكل ممتلكاته وان يأخذ أبناء الشعب جزء من هذه الممتلكات خير من أن يحرقها (...........) عربي على الدبابة الأمريكية ، لكن ما فعله التوانسة وشعب الكنانة يعتبر عار على هذه الشعوب لأنهم اعتبروا أنفسهم ثوار على حكم فاسد ، أم هم ثوار (فرهود ) كما أدهشني كلام إحدى المواطنات المصريات وهي تتحدث إلى إحدى الفضائيات قائلة ( إن من يقوم بهذه الأعمال هم ليسوا من أبناء مصر ) ولازلت ابحث لنفسي عن تفسير لهذه العبارة فهل يصدق إن أناسا نزلوا من كوكب آخر إلى ارض مصر للسلب والنهب ، والذي أدهشني أكثر هو القيام بهذه الأعمال في الوقت الذي لا تزال فيه الحكومة قائمة ولا يزال الرئيس في القصر الرئاسي والجيش والشرطة المصرية تملأ الشوارع القاهرية ، أي إن الحكومة على قيد الحياة وتمارس أعمالها وتصدر الأوامر والبيانات ، بينما ذهب البعض من أبناء الشعب الثائر على النظام بالسلب والنهب ولم يكتفوا بنهب ممتلكات الدولة بل تعدى الأمر إلى سرقة أموال الناس الخاصة وكأن الثورة (ثورة حرامية) وليست ثورة وطنية الغرض منها إسقاط الدكتاتورية . متى يعي أبناء العروبة إن الديمقراطية تعني حكم الشعب والحرية تعني حرية التعبير وحرية الكلام , إننا العرب لن نتعلم من الحضارة شيء فقد أورثناها لغيرنا ولم نبقي منها شيئا لأنفسنا ، قد يقول البعض إن سبب ذلك الجوع المر الذي الم بالشعوب العربية ، ولكن ماذا يعني سرقة كرسي من دائرة حكومية لا يتعدى ثمنه بضع دولارات ، أيها العرب متى يصلح حالكم إذا كنتم تفسرون الديمقراطية فرهود والحرية فوضى ، وينبغي أن نقول للعرب إنكم ستشربون بنفس الكأس التي شرب بها العراقيون مرغمين ولكننا لا نتشفى بكم فنحن الأصلح إن شاء الله .
عيسى عيال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق