الجمعة، 1 أبريل 2011

عرب الفرهود

كنت كغيري من الملايين أتابع بشغف ما يجري في الشارع المصري عبر شاشات التلفاز وتوقفت كثيرا ‏عند بعض القطات التي كنا كعراقيين قد لمسناها بالواقع ، لاسيما عمليات السلب والنهب التي مارسها ‏البعض من أصحاب النفوس الضعيفة ، وكان اغلب أبناء العراق يرفضون تلك الممارسات التي تعبر عن ‏جنوح فاعليها إلى الجريمة وأي جريمة إنها جريمة بحق الوطن والتخلي عن الروح والوطنية ، كانت تلك ‏الفعلة مدعومة بأيدي خارجية المقصود منها ألإساءة والحط من القيم الحضارية والتاريخية للشعب العراقي ‏، وفعلا نعت العراقيين بنعوت شتى بسبب (الحوا سم) ، إن المشهد اليوم يتكرر وللأسف في بلدان عربية ‏أيضا كما حدث في تونس الخضراء ومصر الكنانة ، لكنني أريد أن أقول إن العراقيين كان وضعهم ‏مختلف تماما فالعراق احتل من قبل دولة أجنبية واستبيحت أرضه وشعبه وكل ممتلكاته وان يأخذ أبناء ‏الشعب جزء من هذه الممتلكات خير من أن يحرقها (...........) عربي على الدبابة الأمريكية ، لكن ما ‏فعله التوانسة وشعب الكنانة يعتبر عار على هذه الشعوب لأنهم اعتبروا أنفسهم ثوار على حكم فاسد ، أم ‏هم ثوار (فرهود ) كما أدهشني كلام إحدى المواطنات المصريات وهي تتحدث إلى إحدى الفضائيات قائلة ‏‏( إن من يقوم بهذه الأعمال هم ليسوا من أبناء مصر ) ولازلت ابحث لنفسي عن تفسير لهذه العبارة فهل ‏يصدق إن أناسا نزلوا من كوكب آخر إلى ارض مصر للسلب والنهب ، والذي أدهشني أكثر هو القيام بهذه ‏الأعمال في الوقت الذي لا تزال فيه الحكومة قائمة ولا يزال الرئيس في القصر الرئاسي والجيش ‏والشرطة المصرية تملأ الشوارع القاهرية ، أي إن الحكومة على قيد الحياة وتمارس أعمالها وتصدر ‏الأوامر والبيانات ، بينما ذهب البعض من أبناء الشعب الثائر على النظام بالسلب والنهب ولم يكتفوا بنهب ‏ممتلكات الدولة بل تعدى الأمر إلى سرقة أموال الناس الخاصة وكأن الثورة (ثورة حرامية) وليست ثورة ‏وطنية الغرض منها إسقاط الدكتاتورية . متى يعي أبناء العروبة إن الديمقراطية تعني حكم الشعب ‏والحرية تعني حرية التعبير وحرية الكلام , إننا العرب لن نتعلم من الحضارة شيء فقد أورثناها لغيرنا ولم ‏نبقي منها شيئا لأنفسنا ، قد يقول البعض إن سبب ذلك الجوع المر الذي الم بالشعوب العربية ، ولكن ماذا ‏يعني سرقة كرسي من دائرة حكومية لا يتعدى ثمنه بضع دولارات ، أيها العرب متى يصلح حالكم إذا ‏كنتم تفسرون الديمقراطية فرهود والحرية فوضى ، وينبغي أن نقول للعرب إنكم ستشربون بنفس الكأس ‏التي شرب بها العراقيون مرغمين ولكننا لا نتشفى بكم فنحن الأصلح إن شاء الله . ‏
عيسى عيال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق