الجمعة، 1 أبريل 2011

اعصبوها برأس عثمان !‏


لقد ورد في قصة معركة بدر الكبرى إن‎ ‎‏ بعض المشركين كانوا مترددين في قتال المسلمين ذلك لأن ‏المشركين هم من قبيلة قريش قبيلة النبي محمد صلى الله عليه وسلم والمسلمين المهاجرين كانوا من ‏أخوانهم وأبناء عمومتهم ممن آمنوا بالرسول وهاجروا معه إلى المدينة ، فخرج عتبه بن ربيعة وخطب ‏بالمشركين في مكة فقال (( يا معشر قريش والله ما تصنعون شيئا أن تلقوا محمدا وأصحابه والله لئن ‏أصبتموه لا يزال الرجل ينظر في وجه رجل يكره النظر إليه قد قتل ابن عمه أو ابن خاله أو رجلا من ‏عشيرته، فارجعوا وخلوا بين محمد وسائر العرب فإن أصابه غيركم فذاك إذا أردتم وإن كان غير ذلك ‏ألفاكم ولم تعدموا منه ما تريدون، يا قوم اعصبوها اليوم برأسي - أي اجعلوها عارا متعلقا بي - وقولوا ‏جبن عتبة وأنتم تعلمون أني لست بأجبنكم )) .‏
كنت في صباح يوم الجمعة الماضية استمع إلى الراديو حيث راح المذيع يتلو على مسامعي نشرة الأخبار ‏وكان الخبر الذي تصدر النشرة زيارة نائب الرئيس الأمريكي (جو بايدن ) إلى العراق وبينما قص المذيع ‏ذلك الخبر كان مراسل الإذاعة قد سجل عدة لقاءات مع مسئولين عراقيين عن هذه الزيارة ، ومن بين ‏المتحدثين كان النائب محمود عثمان عن قائمة التحالف الكردستاني فسأله المراسل ( هل كان لديكم علم ‏مسبق بزيارة نائب الرئيس الأمريكي وما هي أسباب هذه الزيارة ) وكانت إجابة النائب بالنسبة لي صاعقة ‏خاصة واني لم يسبق لي أن اسمع من مسؤل عراقي مثل هذا التصريح فقال عثمان (إن المسؤولين ‏الأمريكان لا يعلنون عن زياراتهم إلى العراق ولا يفصحون عن أسباب هذه الزيارات فهم يأتون ويغادرون ‏متى يشاءون وهم لا يعتبرون العراق دولة حقيقية ) .‏
إذا كان النائب محمود عثمان هذا قوله في الأمريكان فيا ترى ماذا يقول المواطن الذي قضى في سجونه ‏سنوات أو قتلت عائلته بقصف طائرة أمريكية أو ما شابه مما حدث للعراقيين المساكين جراء الاحتلال ‏الأمريكي وما تبعه من مأساة وما يجري لحد الآن فلا تزال الإدارة الأمريكية تعتبر مصالحها الخاصة ‏أهم من العراق والعراقيين وما يعانون منه سواء كان بسبب السياسيين أو غيرهم ، أنا لا ألوم النائب ‏محمود عثمان على هذا التصريح فبعد كل الذي قدمه وهو ومن معه في القيادات السياسية في العراق ‏للاحتلال إلا إنهم لم يحصلوا على ما يبدو على ما كانوا قد وعدوهم به خاصة وان الوعود الأمريكية ‏للعراقيين سياسيين ومواطنين كثيرة ولعل أفضلها الديمقراطية والشفافية والعدالة في توزيع الموارد ‏وتحسين الأوضاع الاقتصادية ورفع المستوى المعيشي للفقراء واعتقد غير جازم إن نصيب النائب محمود ‏عثمان وكتلته الانتخابية لم تأخذ حصة كبيرة من الكيكة أو يكونوا قد حصلوا على الجزء الذي لم يغلف ‏بالكر يما ، ونعود لنقول إن كلام النائب محمود عثمان في مكانه ولكن متى يدرك العراقيون ذلك ولاسيما ‏الساسة منهم المتلهفون والساعون للإرضاء الإدارة الأمريكية من اجل حفنه من الدولارات ، وهذا يعني ‏إننا لا نمتلك سياسيون وطنيون ومحبون لبلدهم وهمهم الوحيد مصالحهم الشخصية كالحصول على منصب ‏أو مقاولة ضخمة أو فرصة استثمار كبيرة تحول رصيده في بنك أوربي من مليار إلى تريليون ، وليذهب ‏العراق ومن فيه إلى الجحيم ، فلنعصبها برأس النائب محمود عثمان ولنعتبره أشجع السياسيين العراقيين ‏بهذا التصريح وهو يقول الحقيقة التي قد تكون مرة للأغلب المسؤلين في الحكومة العراقية .... ونقول ‏متى يعترفون بالعراق دولة حقيقية ؟ ‏


عيسى عيال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق