شيء من الحب وقليل من الدولمة !
ونحن على أعتاب عام جديد تتوارد إلى الأذهان الكثير من الأمنيات ومن الأمنيات التي أتمنى فعلا أن تتحقق في العام 2011 ، وهي في الحقيقة مطلب جماهيري للرجال المتزوجين ، نتمنى أن تستقبلنا زوجاتنا بابتسامة رقيقة تزيل عنا هموم وتعب يوم شاق من العمل ، وتحمد الله على سلامة وصولنا فمن يدري إذا خرجنا في الصباح هل سنعود إلى المنزل لأننا لحد الآن لا نعرف لمن مطلوبين وعلى أي قائمة وضعت أسمائنا ، ففي كل يوم نصحو على خبر مرعب بسبب الاعتقالات التي تطال الناس الأمنيين وان كانوا ينازعون الموت على الفراش ، وان تحمد الله على ما في منزلها من طعام ففي هذا البلد من ينام ولم يجد لقمة عيش يسد بها رمقه ، وان يتركن الأكلات المركبة والتي تحتاج إلى (لحم غنم وكشمش ولوز وبصل وطماطة وورق عنب ورز وبهارات ) لتصبح دولمة ، وان تشكر الله صباحا ومساء إنها وزوجها وأطفالها يعيشون تحت سقف يقيهم برد الشتاء وحر الصيف وعلى أطراف مدينتنا من يعيش في كوخ من القصب وحائط من الصفيح ، لعلي من الكثيرين الذين لا يستطيعون أن يصدقوا إن مستوى حجم الفقر في العراق يتراوح بين حدين أدنى وأعلى هما 4,1% إلى و5% ، في حين يعد أكثر من 40% من سكان بعض المحافظات فقراء (فمثلا في المثنى 49% وفي بابل 41% وفي صلاح الدين 40% وفي المقابل فإن هناك محافظات أخرى تقل فيها نسبة الفقراء عن 10% (في دهوك 9% وفي أربيل 3% وفي السليمانية 3%) ، هذه الأرقام هي الواقع الذي يغفل عنه الكثيرين في المجتمع ولكن إذا ما عرفوا هذه الحقيقة فهل ستغير في أنفسهم شيء ، فبعد أن عجزت الدولة على تغيير واقع الناس وتوفير فرص جيدة للعيش في بلد يطفو على بحر من النفط فلنتكاتف نحن المواطنون لننقذ بعضنا البعض من شبح الفقر الذي يحوم حولنا بعد أن بدأت تتسع الفجوة بين الأغنياء والفقراء وخاصة من يمسكون مقاليد المناصب الحكومية ، فقد سمع الجميع عن مخصصات الرئاسات الثلاث في الحكومة العراقية الجديدة والتي قدرت بــ 21% من الميزانية التشغيلية للدولة فإذا كان ثلاث أشخاص فقط في الدولة يتقاضون هذا المبلغ فلكم أن تتخيلوا الرقم الذي يتقاضوه كل المسؤلين في الدولة العراقية بالتأكيد لم يبقى شيء للفقراء في ميزانية الدولة .
لنراجع أنفسنا قليلا ، فنحن بشر ولسنا آلات وعلينا أن نشعر بما يؤلم الآخرين على الأقل في المدينة التي نعيش فيها لقد أصبحنا مجرد (روبوتات) نروح ونغدو لنجلب لقمة عيش لأطفالنا ، أقول للنساء رفقا بنا نحن الرجال فالحياة أصبحت معقدة وفيها الكثير من المنغصات ، بل الحياة في هذا البلد صارت سجال وصراع مع كل ما يدور من حولنا حتى فقدنا لذة وطعم الأشياء الجميلة لأننا فقدنا الحب والتسامح فيما بيننا كمجتمع وكأسر فنحن بحاجة إلى شيء من الحب وقليل من الدولمة فالحب يصنع المعجزات وأقولها وللأسف بألم لا نعدل حالنا إلا بمعجزة في زمن قد لا تكون هناك فرصة للمعجزات ولكن دعونا نحاول ونترك خلفنا كل ما قد مضى ونجلس نتصارح كحبيبين نتعاتب نلوم بعضنا البعض ولكن لنتحاشى أن تتشابك الأيدي فيحصل ما لا يحمد عقباه (والله من وراء القصد)!.
عيسى عيال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق