ارحموا أهل يثرب !
رغم التغييرات والتحولات الكبيرة التي جرت في العراق بعد 2003 أو كما يسميها البعض (العراق الجديد أو العراق الديمقراطي) إلا إننا لم نلمس هذه الجدة على ارض الواقع فلا يزال (يعشعش) الكثير من الموظفين في مراكز مهمة في دوائر الدولة ومؤسساتها وقد عملوا لهم شبكات خاصة من الموظفين ، هذه الشبكات تدير الدوائر على مبدأ الفائدة وكل موظف ينتمي إلى هذه الشبكة مثل (لجنة المشتريات ) و( لجنة إحالة العطاءات) والكثير مما يشبه هذه اللجان وبالتأكيد فأن كل عضو في هذه اللجان يأخذ حصته عند تقسيم أرباح بيع صفقة من الصفقات الخاصة بمشروع لفائدة الفقراء مثلا ، لا يزال الأمر يمكن معالجته إلا إن هؤلاء أصبحوا مثل سيء للموظفين في الدوائر الحكومية وبدأ الآخرون يؤسسون لنفس الشيء وقد ذهب هؤلاء إلى التطرف في هذا الإجراء ، حيث راح قسما منهم وخاصة في ما يتعلق بالتعيينات أو العمل بعقود يتعامل بأساليب منبوذة من كل العراقيين كالطائفية والعشائرية والمناطقية والحزبية من اجل أن يحصر هذه الدرجات بناس عائدين له أو انه قد يكون قد حصل منهم على فوائد شخصية بحكم الوظيفة ، وهذه المرة سأروي لكم صراحة ما حصل لي مع احد المدراء في دوائر محافظة صلاح الدين ، ففي الأسبوع الماضي طلبت دائرة معينة موظفين بعقد مدته خمسون يوما للعمل في هذه الدائرة وأقسامها ومن اختصاصات معينة ، وكان لي قريب ممن يحملون هذا الاختصاص وهو عاطل عن العمل منذ سنتين أعلمته بهذه الوظيفة وكان متحمسا لها بشدة رغم إنها وظيفة مؤقتة لكن العازة والجوع تجعل الناس يتمسكون بأي فرصة توفر لهم لقمة عيش بشرف ، ولو لوقت قصير وعندما ذهب هذا المسكين إلى تلك الدائرة وهي بالتحديد (دائرة الإحصاء) رفض السيد المدير إشراكه في الدورة التدريبية الخاصة بهذه الوظيفة وبعذر للأسف مخز وهو إن المتقدم ليس من سكنة مدينة تكريت ( وهو طبعا من سكنة ناحية يثرب ) ، ولا ندري هل إن ناحية يثرب تابعة إلى محافظة أخرى أم إلى محافظة صلاح الدين ولعل السيد مدير الإحصاء يجيبنا عن سؤال يا ترى هل تم نقل ناحية يثرب أداريا إلى محافظة أخرى إلى أم بلد آخر أم إن هذا المدير لدية عقدة معينة من هذه الناحية التي تقع في أقصى جنوب محافظة صلاح الدين ويفصلها نهر دجلة عن محافظة ديالى ، وقد يعتقد السيد مدير الإحصاء إن نهر دجلة قد جف وأحيلت ناحية يثرب إلى محافظة ديالى على اعتبار القرب الجغرافي ، وإذا كان هذا المدير على غير معرفة بناحية يثرب فأعلمه إن ناحية يثرب اكبر بقعة زراعية في العراق وتنتج كل أنواع الفواكه والخضر وتمتد على مساحة واسعة ويصل تعداد سكنها إلى أكثر من 60 ألف نسمة ، رسالة نوجهها إلى السادة المسؤلين ونقول لهم ارحموا أهل يثرب فهم عراقيون ويحبون العراق ولهم في هذا البلد مثل ما لهذا المدير من حقوق وليعلم الجميع إن يثرب عراقية وليس المقصود بها مدينة يثرب السعودية .
عيسى عيال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق