حظر تجوال!!
حظر تجوال (يعني ليطلع يموت ) أغنية رائعة غناها المطرب المبدع كريم منصور وهو يصف حال احد العشاق في مدينة بغداد كان على موعد مع عشيقته إلا إن حظر التجوال المفاجئ حال بينه وبين حبيبته و(حظر التجوال ) مصطلح جديد بالنسبة للعراقيين ويتكون من مفردتان بسيطتان ، على ألسان ثقيلتان ، يقيدان حرية الإنسان ، اعتقد إنهما (رجس من عمل الشيطان) ، لم نسمع نحن العراقيين بهاتين المفردتان حتى احتلت البلاد في نيسان 2003 وبدأت قوات الاحتلال تفرض علينا ما تفرض وهذا هو شأن المحتل في أي مكان وزمان ، وحظر التجوال كان من إحدى الإجراءات التعسفية التي تتخذها قوات الاحتلال بحق المواطنين في العراق وزهقت أرواح الكثير من الأبرياء بسبب حظر التجوال ، ولم يفت العراقيين إن يخلدوا هذا القيد فقد كتب الكثير من الشعراء قصائد (بحب!!) حظر التجوال وأخذت هذه القصائد صيتا بين العراقيين بسبب المأساة التي لحقت بهم من جراءه وأختتم هذه المأساة الفنان كريم منصور بأغنية (حظر تجوال) ، وبالرغم من إن قوات الاحتلال قد غادرت الشارع العراقي وبقيت في قواعدها إلا إنها قد أورثت حظر التجوال إلى الحكومة العراقية وأجهزتها الأمنية ، وبما إن العراقيين متطرفون في كل شيء فأن حظر التجوال أصبح موضة عراقية يعلن عنه حتى في أيام الخميس أحيانا لأن يوم الخميس معروف لدى العراقيين بأنه يوم للإقامة الأعراس وبما إن البعض يستغل هذه المناسبة لتعبير عن رأيه بطريقه (قتالية) حيث يقومون بإطلاق العيارات النارية فكثيرا ما أعلن الخميس حظرا للتجوال ، ونعود لنقول للحكومة العراقية ولحكومة محافظتنا التي دأبت على استخدام حظر التجوال كأجراء احترازي من استهداف المتظاهرين والمؤسسات الحكومية من العابثين على حد قول المسؤلين الأمنيين ، إلا إنني أود إن أقول للمسؤلين ( ما هكذا تورد الإبل ) ، إن التظاهر حق مشروع يكفله الدستور ولا يستطيع احد أن يمنع هذا الحق وان استخدام إجراءات تعسفية ضد التظاهر مثل حظر التجوال سيزيد من تعنت الجماهير وإصرارهم على التظاهر خاصة التظاهر السلمي ، وكان ينبغي على القيادات الأمنية أن تتخذ إجراءات أخرى لحماية المتظاهرين والمؤسسات الحكومية من أعمال التخريب ، وقد أعجبني كثير الإجراء الذي اتخذته قيادة عمليات البصرة في التصدي للأعمال التخريب المحتملة من قبل متظاهرين مندسين في الصفوف جاءوا من اجل الإساءة إلى التظاهرة ، حيث حددت عمليات البصرة التظاهر في منطقة معينة وجعلتها مغلقة وهناك مدخل واحد يمر من خلاله المتظاهرين ووضعت نقطة تفتيش من رجال الشرطة تفتش كل شخص يرغب بالدخول إلى ساحة التظاهر وهذا الإجراء جعل المظاهرات في البصرة خالية من أعمال التخريب ، لذا ينبغي أن تكون إجراءات الحكومة في هكذا حالات إجراءات ايجابية ولا تعطي مجالا للمتصيدين في الماء العكر من استخدام حظر التجوال سببا لشن حملات مضادة للحكومة بدعوى إن الحكومة تستخدم حظر التجوال لمنع المواطنين من التظاهر ، كما أود أن أشير إلى إننا كشعوب عربية ينبغي لنا أن نتعلم إن المظاهرة السلمية لا تعني ضرب عناصر الجيش والشرطة وإحراق المؤسسات الحكومية والسلب والنهب وينبغي أن نكون متحضرين قليلا أثناء التظاهر السلمي ، وأود أن انقل لكم خبرا وردني عبر الانترنت مفاده إن السوق العراقية شهدت وقبيل يوم 25 شباط إقبالا كبيرا على شراء المعدات الخاصة بفتح الأقفال وقد المني كثيرا قراءة هذا الخبر ، ووقفت عنده وقفه دعتني إلى عدم المشاركة في أي مظاهرة .
عيسى عيال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق