الجمعة، 1 أبريل 2011

حظر تجوال!!‏
حظر تجوال (يعني ليطلع يموت ) أغنية رائعة غناها المطرب المبدع كريم منصور وهو يصف حال احد ‏العشاق في مدينة بغداد كان على موعد مع عشيقته إلا إن حظر التجوال المفاجئ حال بينه وبين حبيبته ‏و(حظر التجوال ) مصطلح جديد بالنسبة للعراقيين ويتكون من مفردتان بسيطتان ، على ألسان ثقيلتان ، ‏يقيدان حرية الإنسان ،‎ ‎اعتقد إنهما (رجس من عمل الشيطان) ، لم نسمع نحن العراقيين بهاتين المفردتان ‏حتى احتلت البلاد في نيسان 2003 وبدأت قوات الاحتلال تفرض علينا ما تفرض وهذا هو شأن المحتل ‏في أي مكان وزمان ، وحظر التجوال كان من إحدى الإجراءات التعسفية التي تتخذها قوات الاحتلال بحق ‏المواطنين في العراق وزهقت أرواح الكثير من الأبرياء بسبب حظر التجوال ، ولم يفت العراقيين إن ‏يخلدوا هذا القيد فقد كتب الكثير من الشعراء قصائد (بحب!!) حظر التجوال وأخذت هذه القصائد صيتا ‏بين العراقيين بسبب المأساة التي لحقت بهم من جراءه وأختتم هذه المأساة الفنان كريم منصور بأغنية ‏‏(حظر تجوال) ، وبالرغم من إن قوات الاحتلال قد غادرت الشارع العراقي وبقيت في قواعدها إلا إنها قد ‏أورثت حظر التجوال إلى الحكومة العراقية وأجهزتها الأمنية ، وبما إن العراقيين متطرفون في كل شيء ‏فأن حظر التجوال أصبح موضة عراقية يعلن عنه حتى في أيام الخميس أحيانا لأن يوم الخميس معروف ‏لدى العراقيين بأنه يوم للإقامة الأعراس وبما إن البعض يستغل هذه المناسبة لتعبير عن رأيه بطريقه ‏‏(قتالية) حيث يقومون بإطلاق العيارات النارية فكثيرا ما أعلن الخميس حظرا للتجوال ، ونعود لنقول ‏للحكومة العراقية ولحكومة محافظتنا التي دأبت على استخدام حظر التجوال كأجراء احترازي من ‏استهداف المتظاهرين والمؤسسات الحكومية من العابثين على حد قول المسؤلين الأمنيين ، إلا إنني أود ‏إن أقول للمسؤلين ( ما هكذا تورد الإبل ) ، إن التظاهر حق مشروع يكفله الدستور ولا يستطيع احد أن ‏يمنع هذا الحق وان استخدام إجراءات تعسفية ضد التظاهر مثل حظر التجوال سيزيد من تعنت الجماهير ‏وإصرارهم على التظاهر خاصة التظاهر السلمي ، وكان ينبغي على القيادات الأمنية أن تتخذ إجراءات ‏أخرى لحماية المتظاهرين والمؤسسات الحكومية من أعمال التخريب ، وقد أعجبني كثير الإجراء الذي ‏اتخذته قيادة عمليات البصرة في التصدي للأعمال التخريب المحتملة من قبل متظاهرين مندسين في ‏الصفوف جاءوا من اجل الإساءة إلى التظاهرة ، حيث حددت عمليات البصرة التظاهر في منطقة معينة ‏وجعلتها مغلقة وهناك مدخل واحد يمر من خلاله المتظاهرين ووضعت نقطة تفتيش من رجال الشرطة ‏تفتش كل شخص يرغب بالدخول إلى ساحة التظاهر وهذا الإجراء جعل المظاهرات في البصرة خالية من ‏أعمال التخريب ، لذا ينبغي أن تكون إجراءات الحكومة في هكذا حالات إجراءات ايجابية ولا تعطي مجالا ‏للمتصيدين في الماء العكر من استخدام حظر التجوال سببا لشن حملات مضادة للحكومة بدعوى إن ‏الحكومة تستخدم حظر التجوال لمنع المواطنين من التظاهر ، كما أود أن أشير إلى إننا كشعوب عربية ‏ينبغي لنا أن نتعلم إن المظاهرة السلمية لا تعني ضرب عناصر الجيش والشرطة وإحراق المؤسسات ‏الحكومية والسلب والنهب وينبغي أن نكون متحضرين قليلا أثناء التظاهر السلمي ، وأود أن انقل لكم ‏خبرا وردني عبر الانترنت مفاده إن السوق العراقية شهدت وقبيل يوم 25 شباط إقبالا كبيرا على شراء ‏المعدات الخاصة بفتح الأقفال وقد المني كثيرا قراءة هذا الخبر ، ووقفت عنده وقفه دعتني إلى عدم ‏المشاركة في أي مظاهرة . ‏
‏ عيسى عيال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق